لخصائص الجسمية:
إن عمل معلمة الروضة يتعلق بالطفل النامي ومهمتها تكاد تنحصر في توفير البيئة المناسبة والإرشاد المناسب للنمو السليم فتعمل على استكشاف قدرات الطفل ومواهبه والسماح لهذه القدرات والمواهب بالنمو والظهور، ثم تزويده بمهارات معينة منبثقة عن حاجاته في جو طليق يخلو من الكبت والإرهاق، حتى يظهر الطفل على حقيقته ويعطى صورة صحيحة عن نفسه تسمح لنا بمعرفته، لذا كان الواجب الأول لمعلمة الروضة هو إشاعة جو من الشعور بالأمن والاطمئنان في نفس الطفل ليشعر بحريته وقدرته على العمل والتعبير عن نفسه دون خوف ويكون دور المعلمة في هذا كله هو دور الملاحظ والموجه بطريق غير مباشر، ويتطلب ذلك توافر مجموعة من السمات والخصائص الجسمية في معلمات رياض الأطفال، نذكر منها:
1- أن تكون صحيحة الجسم ولائقة طبياً مبرأة من العيوب والأمراض التي تحول دون الأداء الجيد لرسالتها، مثل: الضعف الشديد في الإبصار، أو شلل اليدين، أو ضعف السمع الشديد، أو عيوب النطق كالثأثأة وغيرها.
2- أن تتوافر فيها الحيوية والنشاط حتى لا تشعر بالتعب المستمر والإجهاد بعد كل عمل بسيط تقوم به، يجعلها أقل كفاية ويحد من نشاطها واهتمامها تدريجياً إلى أن تتحاشى كل جهد مهما كان بسيطاً، مما يقلل من حماس الأطفال وفاعليتهم في الأنشطة المختلفة، بمعنى أن تتمتع باللياقة البدنية حيث يتوقع الأطفال منها أن تشاركهم لعبهم ونشاطهم حيث يسعدهم ذلك كثيراً.
3- أن تستخدم أيضاً - أثناء أدائها لوظيفتها داخل الفصل بشكل متكرر - الوقوف واستخدام يديها وأصابعها، والاستخدام المناسب للأدوات، والتحدث والاستماع والتذوق والشم والمشى والاستكانة والركوع والانحناء والزحف أحياناً، كما يتطلب منها أيضاً الجلوس والشرح بيديها وذراعيها، وتسلق شىء أو التوازن أو رفع وإبعاد الأشياء الثقيلة، ويتطلب منها كذلك قدرة إبصار معينة مشتملة على الرؤية عن قرب وعن بُعد ورؤية الألوان السطحية وإدراك العمق والقدرة على تركيز النظر.
4- ومن الخصائص الجسمية الهامة التي يجب أن تتمتع بها معلمة رياض الأطفال ظهورها بمظهر مرتب ومنظم وجذاب يسر الأطفال، كما أن العادات الصحية النافعة من شأنها أن تنشئ جسماً صحياً وتجعله لائقاً للعمل، بل تعطيه القدرة على المرونة والتشكل لمواجهة متطلبات الحياة المتغيرة.
الخصائص الانفعالية:
تؤثر شخصية المعلم بأبعادها المختلفة خاصة الانفعالية منها تأثيراً بيناً في نفوس المتعلمين بصفة عامة ومعلمة رياض الأطفال في نفوس الأطفال بصفة خاصة، فهي القادرة على التأثير فيهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الإيحاء والمواجهة والتقمص والقدوة، وهي تستطيع أن تغرس روح المسئولية والمثابرة في نفوس الأطفال والعمل على شحذ أخيلتهم وتطويرها عن طريق القدوة والموعظة الحسنة وتهيئة المناخ النفسي والمادي اللازمين لذلك، وقد تترك شخصية المعلمة وما تمثله من أخلاقيات وقيم وسلوك آثاراً هي نقيض من هذه جميعاً بحيث تعطى آثاراً سلبية غير مرغوب فيها.
إن الخصائص والسمات الانفعالية التي تتحلى بها معلمة رياض الأطفال ذات أهمية كبيرة في ممارستها التربوية مع الأطفال، لما يكون لها من انعكاس واضح على تصرفات الأطفال في هذه المرحلة الهامة، وعلى عواطفهم، ومشاعرهم، وقيمهم. ومن الخصائص الانفعالية التي يجب أن تتحلى بها المعلمة ما يلي:
1- أن تتمتع معلمة رياض الأطفال بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي حتى تستطيع أن تحقق لنفسها التوافق النفسي فتأتى تصرفاتها طبيعية لا تصنع فيها ولا تكلف، وعندها تكون قادرة على إشباع حاجات الأطفال العاطفية ومساعدتهم على التعبير السوي عن انفعالاتهم كما يجب أن تتسم بقدرتها على مواجهة الضغوط النفسية والأعباء الزائدة (Overload ) والتي تنشأ من عدة مصادر منها: مشاكل الأطفال المتعددة وعدم تعاونهم معها وعدوانية بعضهم واهتمام أولياء الأمور بتعليم الأطفال القراءة والكتابة قبل الاستعداد لها، بالإضافة إلى نظرة المجتمع المتدنية لها.. لذلك عليها الاتصاف بضبط انفعالاتها.
2- أن تكون محبة للأطفال قادرة على العمل معهم بروح العطف والصبر بحيث تعطى الفرصة للانتهاء مما يريدون قوله أو فعله مهما احتاج من وقت في سبيل ذلك. إذ أن المعلمة التي تمل بسرعة وتفقد صبرها لأقل الأسباب لا يمكنها أن تتحمل عبء العمل مع عدد كبير من الأطفال في مرحلة حساسة من نموهم يوماً بعد يوم، وسنة بعد أخرى.
3- أن تتمتع بالثقة ولديها مفهوم إيجابي عن نفسها تشعر معه بأنها موضع احترام الأطفال ومحبتهم، ولا يكون ذلك إلا من خلال حُسن تعاملها معهم. فالأطفال يحكمون على الكبار خاصة المعلمات من خلال ما يفعلون لا ما يقولون.
4- أن تُقبل على عملها مع الأطفال بحماس وإخلاص وتجد فيه تحقيقاً لذاتها وتتمتع بقدر من المرح وروح الدعابة والمرونة حتى تكون قادرة على مواجهة متطلبات العمل والمشكلات التي قد تعترضها في الروضة، كما أن المعلمة الجيدة هي شخصية ودودة يمكن التحدث إليها حيث تستمع بشكل جيد وتعطى للأطفال دعماً دافئاً حنوناً وقت الحاجة، وتضحك مع الأطفال دونما سخرية منهم، كما أنها تدرك جيداً أهمية الأمن العاطفي والجسمي لكل طفل، وتهتم بخلق بيئة مناسبة للتعلم.
5- ألا تكون قاسية في تهذيبها لسلوك الأطفال وأن تحسن إثابة الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حسنة.
6- أن تسترشد المعلمة باستجابات الأطفال وتتخذ من ردود أفعالهم دلائل تساعدها على إقامة علاقتها معهم، حيث يكون احتمال نجاحها أكبر حينما تقيم علاقات ذات معنى بينها وبين الأطفال، كما أنها يجب أن تقدر نقاط القوة والضعف عندها وتبتعد عن مصادر القلق والإزعاج التي تحول دون إقامة علاقة سوية مع الأطفال بحيث تكون أسرع استجابة لما يبدر من الأطفال من ردود أفعال.
7- أن تكون المعلمة عادلة وثابتة على مبدأ واحد في تعاملاتها مع الأطفال فلا يجب أن تكون هناك مجموعة من القواعد تُطبَق على البعض ومجموعة قواعد أخرى تُطبَق على البعض الآخر.
8- أن تكون أكثر حرية في تنمية صلتها بالأطفال وعلاقتها معهم بشكل يقوم على كسب الثقة والاحترام المتبادل وهذا أمر لا يمكن تعلمه أكاديمياً، أنه أمر يمكن إدراكه أو الإحساس به، وليس من السهل وصفه أو التعبير عنه، إنه النغمة التي تخاطب بها المعلمة أطفالها، والأسلوب الذي تتعامل به معهم، إنه أكثر من الكلمات التي تستخدمها، إنه رقة ولطف.
9- أن يكون لدى معلمة رياض الأطفال توافق نفسي، بمعنى أن يكون لديها شعور بالرضا عن هذه المهنة والاعتزاز بها، كما تتقبل نظام العمل بالروضة وتستفيد من الإمكانات المتاحة في إنجاز عملها بكفاءة، وتحافظ على علاقاتها الطيبة بأطفالها وزميلاتها ورؤسائها في العمل.
10- أن تقوم العلاقة بين المعلمة والأطفال على أساس من المحبة بحيث تدفعها تلك الرابطة إلى حماية أطفالها من رفقاء السوء، ومراعاتها لعدم إثارة انفعالات الغيرة فيهم والابتعاد عن الاستهزاء بهم أو لومهم وتوبيخهم أمام الغير.
11- ألا تستأسد المعلمة على الأطفال أو تتنمر لهم، وأن تعلم أن الطفل مهما عاند أو شاكس وعصى الأوامر فما هو إلا طفل في مرحلة نماء، قدراته محدودة، وخبراته ضئيلة، باختصار هو صغير لا حول له ولا قوة أمامنا نحن الكبار.. ولذلك يجب أن تقلل المعلمة من شجارها الدائم مع الطفل المشاكس وعليها أن تبحث عن أسباب عناده ومشاكسته.
12- تتقبل المعلمة الوالدين، وتتفهم احتياجاتهما، وتعرف أهدافهما، إذ باستطاعتها أن تتبنى أهداف الأبوين وتعمل على تحقيقها من خلال غمرة اهتمامها بطفلهما، وحرصها على مصلحته وتربيته، فمهمة الوالد ين شاقة في هذه الأيام ومعقدة، وتتطلب الكثير، مما يجعل المعلمة تشعر بثقل مهمتهما وخطورتها، كما يجعل الوالدين يقدران هذا الشعور والفهم، مما يشجعهما على معالجة مشاكلهما بكل جرأة، ودون خوف من أن يُتهما بالعجز، أو يُلاما على التقصير، وهذا الفهم المشترك له أثره الفعال في إرساء قواعد متينة لإقامة علاقة طيبة بين كل من الآباء والمعلمات، وأخيرا فإن اتصالها الدائم بأسرة الطفل وإقامة علاقات صداقة معهم يؤدى إلى تحقيق الأهداف التربوية المرجوة من رياض الأطفال.
الخصائص العقلية:
إن معلمة الرياض ركيزة أساسية من ركائز تحقيق الروضة لأهدافها، فالمعلمة هي القدوة والمثل الأعلى. فإن حَسُن اختيارها استطاعت أن تغرس في الطفل العادات الطيبة والاتجاهات البناءة، وأن تُكسبه الخصال الكريمة والسلوك القويم، وبذلك يتوقف نجاح الروضة في تأدية رسالتها على حُسن اختيار العاملات بها من معلمات.
لأن المعلمة هي المايسترو الذي يقود العملية التربوية داخل الروضة ويوجه الطفل ويقدم له المثيرات البيئية أو الوسائل التربوية المعينة لتحفيز طاقاته واستثارة قدراته ومساعدته على النمو المتكامل السوي، فإنها يجب أن تتميز بمجموعة من الخصائص والسمات العقلية، نذكر منها:
1- أن تكون على قدر من الذكاء يساعدها على التصرف الحكيم وحل المشكلات التي تصادفها في المواقف التعليمية المختلفة ويتضمن ذلك الفهم وإدراك الحقائق والعلاقات بين الأشياء والأفكار وتطبيق المعلومات النظرية على مشكلات الحياة الواقعية ثم تحليل المواقف وعناصر القضايا والمشكلات، وتصل بالطفل أخيراً إلى مرحلة التركيب أي جمع العناصر والأجزاء المؤلفة لموقف ما في بناء كلى مؤتلف. كما يُتوقع من معلمة رياض الأطفال أن تكون سريعة البديهة، حسنة التصرف في المواقف المفاجئة.
2- أن تتميز بدقة في الملاحظة تمكنها من ملاحظة أطفالها وتقييم تقدمهم اليومي واستغلال كل فرصة لمساعدتهم على النمو بشكل شامل ومتكامل. فالملاحظة وسيلة جيدة للتعرف على المناخ التربوي العام، وأهم أداة للتوصل إلى استراتيجيات تعليمية تتفق واحتياجات الأطفال وأنماط التعليم لديهم.
3- أن تكون لديها القدرة والقابلية لإدراك المفاهيم الأساسية في العلوم والرياضيات واللغة والفنون والآداب إلى جانب نظريات علم النفس والتربية وعلم الاجتماع وغيرها من مجالات الدراسة التي يتضمنها برنامج التكوين التربوي. إذ أن روضة الأطفال تحتاج إلى معلمة ذات خلفية ثقافية عامة أكثر من حاجتها إلى معلمة متخصصة في مادة دراسية .
4- أن تكون قادرة على الابتكار والتجديد المستمرين في الجو التعليمي والمناخ التربوي وفي طبيعة الأنشطة ونوعية الوسائل التعليمية التي توفرها للأطفال لتشجيعهم على التعلم الذاتي ومتابعة الاهتمام بموضوعات الخبرة التعليمية.
5- أن تكون ذات غزارة في العلم وسعة في الإطلاع في تخصصها وما يدور حوله من نشاطات، ولا تكتفي بما تعلمته في زمن سابق، بل عليها أن تداوم على قراءة كل ما هو جديد، وما يدعمها في مهنتها من طرق التدريس وعلم النفس والنظريات التربوية وما استجد فيهم من أبحاث، فالأطفال يقبلون على المعلمة التي تتحفهم كل يوم بجديد.
6- الوعي: بمعنى أن يكون للمعلمة رؤية شاملة ومعرفة بدينها وأهداف رسالتها في الحياة، ووعى بعصرها ومشكلات مجتمعها، ودورها في مواجهة تلك المشكلات.
7- أن تكون المعلمة فعالة في تعليم الصغار تحتاج إلى أكثر من المعرفة بجسم الإنسان أو المهارات اللازمة له، حيث يجب أن تكون عندها القدرة على الانتباه والوعي لحاجات الأطفال وطبيعتهم.
8- أن تتمتع المعلمة بالحدس، وهو ذلك النوع من التفكير الذي لا يستند إلى مقدمات منطقية وقد اكتسب الآن مصداقية حتى بين علماء التربية، فالمعلمة المتزنة الناضجة تعرف كيف تكون مع الطفل بكل كيانها وبعد ذلك يمكن أن تدافع عن سلوكياتها بالمنطق، وقد قال أينشتين: "إن الخيال أكثر أهمية من المعرفة"، والخيال يصاحب الحدس.
9- أن تتميز المعلمة بالقدرة التخيلية التي تعينها على تأليف القصص البسيطة والإطلاع عليها لأنها من أهم مقومات نجاح المعلمة ولحب الأطفال للقصص.
10- أن تكون ماهرة في تنظيم أوقات الفراغ، ولديها حاسة جمالية عالية، تُدخل الدفء وتُضفي على المكان جاذبية وبالتالي تؤثر في سلوك الأطفال تأثيراً جيداً.
11- أن تمتلك مهارة عالية في اكتشاف المواهب والموهوبين، والتعرف على الطاقات والإمكانات لدى الأطفال بغرض تنميتها واستثمارها بما يحقق الخير والنفع لهم.
الخصائص الاجتماعية:
إن شخصية الفرد تنمو وتتعدل تبعاً للمؤثرات البيئية المحيطة به والعوامل والمحددات التي تلعب دوراً واضحاً وملموساً، وتكاد تشترك في هذا البناء النفسي والاجتماعي والجسمي جميع محددات شخصية الفرد من عوامل وظروف مرتبطة بنموه نمواً سليماً من ناحية الجسم، ونمواً سليماً من ناحية العقل والنفس، وأخيراً نمواً سليماً من ناحية تكيفه مع المجتمع.
ولما كانت العملية التربوية داخل رياض الأطفال هي ذاتها عملية تنشئة اجتماعية، فإن السمات والخصائص الاجتماعية لدى المعلمة تعد دلالة على قابليتها واستعدادها لممارسة الأنشطة التربوية المناسبة مع طبيعة العملية التربوية داخل رياض الأطفال لتحقيق الأبعاد التربوية للتنشئة الاجتماعية. ومن هذه الخصائص الاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها المعلمة:
1- وعى المعلمة بأنها حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع، وقيامها بهذا الدور بحيث تقوم بالعمل على إغناء وتثقيف المجتمع المحلى من خلال رياض الأطفال.
2- القيام بتطوير الخدمات التربوية التي تقدمها الروضة لتصل إلى الأسر في بيوتها.
3- القيام بتوظيف الإمكانات البشرية في بيئة الطفل من أجل إثراء العملية التربوية في جانب الطفل، والمجتمع.
4- الفعالية الاجتماعية: حيث تسعى المعلمة في مصلحة الآخرين، وتشعر بالمسؤولية نحوهم، لذلك فعلى معلمة الروضة أن تشارك في حياة الناس وأن تسعى في قضاء حوائجهم، وأن تشارك أطفالها في بعض أكلهم، وشربهم، وسمرهم.
5- الشعور بالمسؤولية: فمسؤولية المعلمة أشد من مسؤولية الطبيب، فالمعلمة لا تكتفي بالاهتمام بصحة الطفل، ولا تكتفي بتعليمه المهارات أو المعارف، ولكن عملها الأكبر أن تعلم الطفل كيف ينتفع بمهاراته، وكيف يواجه مشكلات حياته، هذه المسئولية تزيد المعلمة شرفاً، وتجعل لوظيفتها مكانة راقية في المجتمع.
6- أن تكون قادرة على إقامة علاقات إنسانية مع الأطفال والزميلات وأولياء الأمور، وغيرهم من الأشخاص الذين يستدعى العمل الاتصال بهم من أجل توفير كل ما أمكن من مصادر تعلم للأطفال.
7- أن تفهم المعلمة أنها غير مكتفية ذاتياً وإنما تحتاج إلى دعم فريق العمل بالروضة لنجاح إدارتها للفصل، حيث تعتبر وظيفة القيادة الأساسية هي التأكد من أن هناك فرصاً متاحة ومنظمة لمناقشة فريق العمل سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، وهذه المناقشات الودية لها ثلاثة وظائف:
a. تبصر المعلمة باتجاهات ودرجة فهم أعضاء الفريق، أي تبصرها بمستوى تطور الفريق.
b. تدعم وجود اتجاه مشترك بين كل أعضاء الفريق.
c. تعطى جميع أعضاء الفريق الفرصة لأن يعبروا عن آرائهم ويشاركوا في عملية صنع القرار بالروضة.
8- الإلمام بواقع الحياة الاجتماعية في البيئة التي تعمل بها، وما يدور فيها من أنشطة اجتماعية، وما يسودها من عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية، بما يساعدها على تغيير ما هو غير مرغوب فيه.
9- أن تكون قادرة على استيعاب عادات هذا المجتمع ومتقبلة لها، ومتوافقة معها، حتى تستطيع تنمية العادات الصالحة منها للأطفال، وأن تنقل ثقافة المجتمع وتراثه لهم.
10- أن تكون قادرة على تهيئة مجموعة من المواقف التربوية والاجتماعية للأطفال لإكسابهم من خلالها مجموعة من الخبرات الاجتماعية السليمة واللازمة لنموهم وتكيفهم الاجتماعى.
11- أن تكون على قدر من النضج الاجتماعى، يؤهلها لأن تكون قدوة للأطفال في كل تصرفاتها.
12- أن يكون لديها القدرة على تقبل الأطفال ذوى الخلفيات الثقافية والاجتماعية المختلفة وتقدير عملية التمايز بين الأطفال والإيمان بأحقية كل طفل في أن يكون مختلفاً مع أقرانه.
الخصائص الخُلقية:
يقول "جون لوك": "إن أساس الفضيلة أن يقدر الفرد على منع نفسه كثيراً مما تـميل إليه وترغب فيه إذا لم يكن العقل رائدها في هذه الميول والرغبات، أما عن طريق الحصول على هذه القدرة فإنما يكون بالتعود منذ الصغر..." ولما كانت الأخلاق الفاضلة قانوناً سماوياً يحكم سلوك الصالحين من البشر الذين اختاروا الصراط المستقيم فإن العناصر التي تكون في مجموعها الأخلاق الفاضلة لا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة بل هي من الثوابت التي تحكم التعاملات والمعاملات السليمة بين الناس في جميع المهن بين مختلف الفئات والطبقات وبين شتى الجماعات والمجتمعات.
وللمعلمة في الروضة تأثيراً بالغاً في شخصية الطفل قد يكون أكبر من تأثير المقربين للطفل، حتى أبويه، فالأطفال يتأثرون كثيراً وهم في مثل هذه السن بمظهرها، وشكلها، وحركتها، ومكانتها، وإشاراتها، وإيماءاتها، وألفاظها التي تصدر عنها، وسلوكياتها وأخلاقياتها التي تبدو منها، والطفل أسرع في التقاط كل هذا والتأثر به، ورغم اختلاطه بأقرانه من الأطفال وأهله إلا أن تأثير المعلمة يبقى أعمق وأشد من تأثير الآخرين، فهي التي تطبعهم على عاداتها وتبث فيهم آداب السلوك، مما يترتب عليه نشوء الأطفال وهم يحملون في أنفسهم ما طُبِعوا عليه من آراء في طفولتهم مما يصعب التحول عنه فيما بعد.
ولكى تقوم المعلمة بدورها لا بد أن تتوافر لها مجموعة من الخصائص والسمات الخلقية، نذكر منها ما يلي:
1- أن تحترم أخلاقيات المهنة وتلتزم بقواعدها وتعتز بالإنتماء إليها، وأن تكون مقتنعة تماماً بعملها كمعلمة في رياض الأطفال.
2- أن تعمل على تقوية الروح الإنسانية في نفوس الأطفال وتسعى إلى تنشئتهم في ظل تعاليم الحياة الإجتماعية المبنية على العدل والمساواة.
3- أن تجعل من نفسها قدوة حسنة حيث أن المعلمات - شئن أم أبين - قدوة للأطفال في العاطفة والتفكير والسلوك، فوجود قدوة وتقليدها ومحاولة التفكير والشعور كالأشخاص الذين يحبهم الطفل وعلى صلة وثيقة بهم جزء أساسي من تعلمه كما أن المعلمة تجسد القيم والسلوكيات التي تتأصل في الطفل طيلة حياته مثلما تشبع حاجاته وتشعره بالحب وتؤثر فيه بحنانها الفطري وأمانتها الشديدة واهتمامها الكبير بحياته وتعلمه.
4- الأمانة: إن المعلمة مؤتمنه على أطفالها وأسرار بيوتهم فلا تفشيها لأحد مهما كانت الدوافع لذلك، فتربية الطفل وتنشئته بصورة سوية أمانة كبرى يتعهد بها أولو الأمر أمام الله وأمام الناس، فيجب القيام بها على خير وجه. وأي تقصير في هذه المسؤولية يعتبر خيانة للأمانة وتضييعاً لها.
5- التواضع: فهي صفة أساسية لأي عالم ومتعلم يحرص على النجاح، والمعلمة المتواضعة هي التي تنصف غيرها من نفسها، ولا تتطاول على الآخرين بالباطل، ولا تحتقر زميلاتها حيث أن تواضع المعلمة يجذب إليها قلوب الأطفال ويقبلون على التعلم منها بسرور. ومن تواضع المعلمة أيضاً أن تلتزم بلوائح الروضة التي تعمل فيها، وتحدث فيها جواً من الألفة والاحترام المتبادل، أما إذا تعاظمت كل معلمة واغترت بنفسها فإن ذلك يؤدى إلى النزاع، وفشل الروضة في تحقيق أهدافها.
6- العزة: إنها تعنى شعور المعلمة بأنها متحررة من أي قيود، وأنها لن تنحني أمام عاصفة طاغية أو حدث جلل، أو مصلحة ذاتية. فعلى المعلمة ِأن تشعر بأن مكانتها عالية جداً، وإن كان راتبها قليلاً، ولا تحزن عندما ترى استهانة الكثيرين بمكانة المعلم بوجه عام، وبمكانة معلمة رياض الأطفال بوجه خاص.
7- الإخلاص: من الخصائص الخلقية الهامة أن تكون معلمة رياض الأطفال مخلصة في عملها، جادة فيه، أمينة صادقة في معاملتها مع الأطفال، متحملة للمسئولية لا تتهرب منها، لديها الشجاعة لأن تعترف بالخطأ إن وقع.
8- الالتزام بمحاسن الأخلاق: فهي التي تقوى علاقات المعلمة بأطفالها وزميلاتها ورؤسائها. ومن الأخلاق التي يجب على المعلمة أن تتخلص منها: الكبر والرياء، وحب السمعة، والطمع، والمداهنة، والغيبة والنميمة، واحتقار الآخرين من زملاء أو أطفال.
الخصائص المهنية:
يمكن تحديد مجموعة الخصائص المهنية اللازمة لمعلمة رياض الأطفال فيما يلي:
1- تحديد الأهداف: فلا يجوز للمعلمة أن تضع هدفاً واحداً لجميع الأطفال، ولا أن تجمعهم في عمل واحد، حتى لا تجعل المتفوقين ينتظرون باقي الأطفال في نشاط ما، بل عليها أن تعرف الحاجات الخاصة بكل طفل ومدى قدرته، وبالتالي تأكيد نجاح الجميع كل فيما يستطيعه، مع تنمية الاهتمامات الخاصة، والتشجيع على الابتكار .
2- التدرج: أي الانتقال في النشاطات التعليمية خطوة خطوة، والتدرج ثلاثة أنواع:
a. تدرج في كم المعلومات التي تقدمها للأطفال.
b. تدرج في الكيف: فتبدأ المعلمة بالبسيط قبل المعقد، والعلمي قبل النظري، والحسي قبل المجرد.
c. تدرج في طرق التدريس: من التمهيد إلى التقديم إلى عرض الموضوع فكرة بعد فكرة إلى التطبيق إلى التقويم.
3- مراعاة الفروق الفردية في تحديد الأساليب والوسائل: حتى لا تعطى نفس العمل لكل طفل، وتستخدم من الوسائل التعليمية ما يناسب كل موضوع، وبالتالي تظهر إيجابية كل طفل ونشاطه وحيويته، فمراعاة ما بين الأطفال من فروق فردية أمر هام، فقد يزيد العمر العقلي لطفل ما بمقدار شهور عن زميله الذي معه في نفس الصف والذي يتفق معه في العمر الزمني، هذا بالإضافة إلى أن الأطفال يتعلمون بأساليب متنوعة، فأحدهم يتعلم بواسطة الإستماع أكثر، وآخر يتعلم بواسطة الأسئلة والاستفسارات أكثر، وثالث يتعلم بواسطة التجربة الحسية أو الحركية أكثر، وهكذا. وفي فترة اللقاء الأخير (نهاية اليوم) تراجع المعلمة مع الأطفال المفاهيم الأساسية التي تناولتها طوال اليوم بأسلوب ترفيهي سهل يتناسب مع كل طفل، فيقوم البعض بالإجابة عن الأسئلة حول الموضوع، ويقوم غيرهم بتمثيل ما استخلصوه حركياً وهكذا كل بحسب مقدرته وموهبته. والمعروف أن الأطفال يختلفون في أجسامهم، فمنهم الطويل ومنهم القصير، ومنهم القوى الإبصار، ومنهم الأقل إبصاراً، كما يختلفون في عقولهم فمنهم سريع الفهم والتحصيل، ومنهم متوسط التحصيل، ومنهم ضعيف التحصيل، وهكذا في باقي جوانب شخصياتهم. وهذه الظاهرة أمر طبيعي، لذلك يجب على المعلمة أن تحصى ما بين أطفالها من فروق في القدرات والصفات ليمكنها توجيه كل منهم التوجيه المناسب لقدراته.
4- أن تكون قادرة على تهيئة البيئة التربوية الملائمة لنمو الأطفال بمعنى أن تكون لديها القدرة على إعداد الأدوات والخامات والوسائل لتنفيذ البرنامج اليومي داخل القاعة وخارجها.
5- أن تكون قادرة على استخدام لغة بسيطة مع نطق سليم وتدعيم حديثها بالأمثلة والتشبيهات.
6- أن تكون مهتمة بالتربية العقلية للأطفال وتساعدهم على الفهم وإدراك العلاقات وحل المشكلات والابتكار في حدود قدراتهم العقلية.
7- أن يكون لديها القدرة على استغلال ما لدى الأطفال من إمكانات ومهارات في تنفيذ بعض جوانب البرنامج.
8- أن تستطيع الربط بين المفاهيم الجديدة للطفل والمفاهيم السابقة.
9- أن تتيح فرص التعلم الذاتي للأطفال بأن تترك لهم الفرصة لتصحيح أخطائهم بأنفسهم تحت إشرافها.
10- أن تعود الأطفال المحافظة على نظافة وترتيب المكان وما يستخدمونه من ألعاب وأدوات وخامات.
11- أن تراعى نظافة الأطفال وتدريبهم على عملية الإخراج بدون أن تلجأ إلى أي نوع من أنواع العقاب.
12- أن تراعى رغبتهم في حب الاستطلاع والمعرفة وذلك لإشباع نموهم العقلي.
13- أن تتصل بالطفل مباشرة لمساعدته على نموه اللغوي واكتساب حصيلة لغوية أثناء لعبه ونشاطه.
14- أن تعمل على تقليل تمركز الطفل حول الذات بممارسة الأنشطة التي تتطلب المشاركة والتعاون وهي أنشطة تعد بعناية لتحقيق مبادئ السلوك الخلقي الذي يجب أن يتحلى به الفرد نحو غيره من أفراد المجتمع.
15- أن تتمكن من المهارات اللازمة لفهم نوع النشاط الذي يمارسه الأطفال حتى يمكنها مساعدتهم كأن:
a. تكون ذات مهارة في صنع الأشياء الجميلة الجذابة من أشغال ورسم ولعب مبسطة.
b. تكون قادرة على سرد القصص المحببة للصغار بطريقة جذابة.
c. تكون قادرة على غناء الأناشيد المناسبة للأطفال وبصحبتهم.
d. تكون على دراية بأنواع اللعب التي أعدتها والتي ينبغي أن يمارسها الأطفال والتي تساعد على تكوين علاقاتهم الاجتماعية مع زملائهم.
16- أن تبتعد عن الطريقة التقليدية التي ترى بأن الروضة مكان لإلقاء المعلومات على الأطفال وأنها ليست نوعاً جديداً من دور التربية الحديثة التي تقوم على مواجهة مطالب النمو لأطفال الروضة.
17- أن يكون لديها المهارة في طرح الأسئلة، وحسن استخدامها وغير ذلك من طرق التدريس الملائمة، وهذا بالإضافة إلى قدرة المعلمة على صياغة الأهداف التربوية السلوكية وقدرتها على التقويم المناسب وغير ذلك.
18- القدرة على إثارة دافعية الأطفال وجذب انتباههم وذلك بربط الموضوعات بحاجاتهم ورغباتهم بتحريك دافع حب الاستطلاع والرغبة في النجاح وتجنب الفشل، واحترام الذات. هذا بالإضافة إلى إرضاء حاجاتهم إلى تحقيق الذات وتنمية القدرات وإشباع الحاجة إلى الجمال والترتيب والتنظيم واستخدام أسلوب المكافآت المادية والمعنوية والمناقشة بين الأطفال والقصة المثيرة وأساليب الثواب والعقاب وغيرها.
19- تقييم عمل كل طفل: فعلى المعلمة أن تقيم كل طفل على حدة من ناحية حاجاته واهتماماته ومكاسبه، ولا تعطى تقييماً واحداً لكل طفل، كما تحتفظ بسجل يبين تطور نمو كل طفل من أطفال الروضة.
20- أن تكون ذات مقدرة على إحداث التغييرات الملائمة في سلوك الأطفال، فالروضة هي المجال الأمثل لإحداث مثل هذا التغيير، وعلى قدرة المعلمة وكفاءتها يتوقف نجاح هذه العملية الأساسية في حياة الطفل.
من العرض السابق يتضح أن تحقيق أهداف رياض الأطفال يتوقف بالدرجة الأولى على معلمة رياض الأطفال فهي المفتاح الحقيقي لتربية أطفال ما قبل المدرسة، وهي المسؤولة عن تكوين شخصياتهم المتوافقة مع التراث ومع المجتمع، وهي المثل الأعلى للأطفال، كما يتضح أيضاً عظم رسالة معلمة رياض الأطفال.
ولا شك أن المعلمة التي يتم تكوينها تكوينا علمياً وتربوياً لأداء هذه المهمة الصعبة أقدر وأكفأ على أداء عملها وتحقيق الأهداف التربوية المطلوبة منها، ولكى تقوم المعلمة بدورها هذا لابد أن تتوافر لديها مجموعة الخصائص والسمات الجسمية والانفعالية والعقلية والاجتماعية والخلقية والمهنية سالفة الذكر.
إن عمل معلمة الروضة يتعلق بالطفل النامي ومهمتها تكاد تنحصر في توفير البيئة المناسبة والإرشاد المناسب للنمو السليم فتعمل على استكشاف قدرات الطفل ومواهبه والسماح لهذه القدرات والمواهب بالنمو والظهور، ثم تزويده بمهارات معينة منبثقة عن حاجاته في جو طليق يخلو من الكبت والإرهاق، حتى يظهر الطفل على حقيقته ويعطى صورة صحيحة عن نفسه تسمح لنا بمعرفته، لذا كان الواجب الأول لمعلمة الروضة هو إشاعة جو من الشعور بالأمن والاطمئنان في نفس الطفل ليشعر بحريته وقدرته على العمل والتعبير عن نفسه دون خوف ويكون دور المعلمة في هذا كله هو دور الملاحظ والموجه بطريق غير مباشر، ويتطلب ذلك توافر مجموعة من السمات والخصائص الجسمية في معلمات رياض الأطفال، نذكر منها:
1- أن تكون صحيحة الجسم ولائقة طبياً مبرأة من العيوب والأمراض التي تحول دون الأداء الجيد لرسالتها، مثل: الضعف الشديد في الإبصار، أو شلل اليدين، أو ضعف السمع الشديد، أو عيوب النطق كالثأثأة وغيرها.
2- أن تتوافر فيها الحيوية والنشاط حتى لا تشعر بالتعب المستمر والإجهاد بعد كل عمل بسيط تقوم به، يجعلها أقل كفاية ويحد من نشاطها واهتمامها تدريجياً إلى أن تتحاشى كل جهد مهما كان بسيطاً، مما يقلل من حماس الأطفال وفاعليتهم في الأنشطة المختلفة، بمعنى أن تتمتع باللياقة البدنية حيث يتوقع الأطفال منها أن تشاركهم لعبهم ونشاطهم حيث يسعدهم ذلك كثيراً.
3- أن تستخدم أيضاً - أثناء أدائها لوظيفتها داخل الفصل بشكل متكرر - الوقوف واستخدام يديها وأصابعها، والاستخدام المناسب للأدوات، والتحدث والاستماع والتذوق والشم والمشى والاستكانة والركوع والانحناء والزحف أحياناً، كما يتطلب منها أيضاً الجلوس والشرح بيديها وذراعيها، وتسلق شىء أو التوازن أو رفع وإبعاد الأشياء الثقيلة، ويتطلب منها كذلك قدرة إبصار معينة مشتملة على الرؤية عن قرب وعن بُعد ورؤية الألوان السطحية وإدراك العمق والقدرة على تركيز النظر.
4- ومن الخصائص الجسمية الهامة التي يجب أن تتمتع بها معلمة رياض الأطفال ظهورها بمظهر مرتب ومنظم وجذاب يسر الأطفال، كما أن العادات الصحية النافعة من شأنها أن تنشئ جسماً صحياً وتجعله لائقاً للعمل، بل تعطيه القدرة على المرونة والتشكل لمواجهة متطلبات الحياة المتغيرة.
الخصائص الانفعالية:
تؤثر شخصية المعلم بأبعادها المختلفة خاصة الانفعالية منها تأثيراً بيناً في نفوس المتعلمين بصفة عامة ومعلمة رياض الأطفال في نفوس الأطفال بصفة خاصة، فهي القادرة على التأثير فيهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الإيحاء والمواجهة والتقمص والقدوة، وهي تستطيع أن تغرس روح المسئولية والمثابرة في نفوس الأطفال والعمل على شحذ أخيلتهم وتطويرها عن طريق القدوة والموعظة الحسنة وتهيئة المناخ النفسي والمادي اللازمين لذلك، وقد تترك شخصية المعلمة وما تمثله من أخلاقيات وقيم وسلوك آثاراً هي نقيض من هذه جميعاً بحيث تعطى آثاراً سلبية غير مرغوب فيها.
إن الخصائص والسمات الانفعالية التي تتحلى بها معلمة رياض الأطفال ذات أهمية كبيرة في ممارستها التربوية مع الأطفال، لما يكون لها من انعكاس واضح على تصرفات الأطفال في هذه المرحلة الهامة، وعلى عواطفهم، ومشاعرهم، وقيمهم. ومن الخصائص الانفعالية التي يجب أن تتحلى بها المعلمة ما يلي:
1- أن تتمتع معلمة رياض الأطفال بدرجة عالية من الاتزان الانفعالي حتى تستطيع أن تحقق لنفسها التوافق النفسي فتأتى تصرفاتها طبيعية لا تصنع فيها ولا تكلف، وعندها تكون قادرة على إشباع حاجات الأطفال العاطفية ومساعدتهم على التعبير السوي عن انفعالاتهم كما يجب أن تتسم بقدرتها على مواجهة الضغوط النفسية والأعباء الزائدة (Overload ) والتي تنشأ من عدة مصادر منها: مشاكل الأطفال المتعددة وعدم تعاونهم معها وعدوانية بعضهم واهتمام أولياء الأمور بتعليم الأطفال القراءة والكتابة قبل الاستعداد لها، بالإضافة إلى نظرة المجتمع المتدنية لها.. لذلك عليها الاتصاف بضبط انفعالاتها.
2- أن تكون محبة للأطفال قادرة على العمل معهم بروح العطف والصبر بحيث تعطى الفرصة للانتهاء مما يريدون قوله أو فعله مهما احتاج من وقت في سبيل ذلك. إذ أن المعلمة التي تمل بسرعة وتفقد صبرها لأقل الأسباب لا يمكنها أن تتحمل عبء العمل مع عدد كبير من الأطفال في مرحلة حساسة من نموهم يوماً بعد يوم، وسنة بعد أخرى.
3- أن تتمتع بالثقة ولديها مفهوم إيجابي عن نفسها تشعر معه بأنها موضع احترام الأطفال ومحبتهم، ولا يكون ذلك إلا من خلال حُسن تعاملها معهم. فالأطفال يحكمون على الكبار خاصة المعلمات من خلال ما يفعلون لا ما يقولون.
4- أن تُقبل على عملها مع الأطفال بحماس وإخلاص وتجد فيه تحقيقاً لذاتها وتتمتع بقدر من المرح وروح الدعابة والمرونة حتى تكون قادرة على مواجهة متطلبات العمل والمشكلات التي قد تعترضها في الروضة، كما أن المعلمة الجيدة هي شخصية ودودة يمكن التحدث إليها حيث تستمع بشكل جيد وتعطى للأطفال دعماً دافئاً حنوناً وقت الحاجة، وتضحك مع الأطفال دونما سخرية منهم، كما أنها تدرك جيداً أهمية الأمن العاطفي والجسمي لكل طفل، وتهتم بخلق بيئة مناسبة للتعلم.
5- ألا تكون قاسية في تهذيبها لسلوك الأطفال وأن تحسن إثابة الطفل ومدحه على ما يأتي من أفعال حسنة.
6- أن تسترشد المعلمة باستجابات الأطفال وتتخذ من ردود أفعالهم دلائل تساعدها على إقامة علاقتها معهم، حيث يكون احتمال نجاحها أكبر حينما تقيم علاقات ذات معنى بينها وبين الأطفال، كما أنها يجب أن تقدر نقاط القوة والضعف عندها وتبتعد عن مصادر القلق والإزعاج التي تحول دون إقامة علاقة سوية مع الأطفال بحيث تكون أسرع استجابة لما يبدر من الأطفال من ردود أفعال.
7- أن تكون المعلمة عادلة وثابتة على مبدأ واحد في تعاملاتها مع الأطفال فلا يجب أن تكون هناك مجموعة من القواعد تُطبَق على البعض ومجموعة قواعد أخرى تُطبَق على البعض الآخر.
8- أن تكون أكثر حرية في تنمية صلتها بالأطفال وعلاقتها معهم بشكل يقوم على كسب الثقة والاحترام المتبادل وهذا أمر لا يمكن تعلمه أكاديمياً، أنه أمر يمكن إدراكه أو الإحساس به، وليس من السهل وصفه أو التعبير عنه، إنه النغمة التي تخاطب بها المعلمة أطفالها، والأسلوب الذي تتعامل به معهم، إنه أكثر من الكلمات التي تستخدمها، إنه رقة ولطف.
9- أن يكون لدى معلمة رياض الأطفال توافق نفسي، بمعنى أن يكون لديها شعور بالرضا عن هذه المهنة والاعتزاز بها، كما تتقبل نظام العمل بالروضة وتستفيد من الإمكانات المتاحة في إنجاز عملها بكفاءة، وتحافظ على علاقاتها الطيبة بأطفالها وزميلاتها ورؤسائها في العمل.
10- أن تقوم العلاقة بين المعلمة والأطفال على أساس من المحبة بحيث تدفعها تلك الرابطة إلى حماية أطفالها من رفقاء السوء، ومراعاتها لعدم إثارة انفعالات الغيرة فيهم والابتعاد عن الاستهزاء بهم أو لومهم وتوبيخهم أمام الغير.
11- ألا تستأسد المعلمة على الأطفال أو تتنمر لهم، وأن تعلم أن الطفل مهما عاند أو شاكس وعصى الأوامر فما هو إلا طفل في مرحلة نماء، قدراته محدودة، وخبراته ضئيلة، باختصار هو صغير لا حول له ولا قوة أمامنا نحن الكبار.. ولذلك يجب أن تقلل المعلمة من شجارها الدائم مع الطفل المشاكس وعليها أن تبحث عن أسباب عناده ومشاكسته.
12- تتقبل المعلمة الوالدين، وتتفهم احتياجاتهما، وتعرف أهدافهما، إذ باستطاعتها أن تتبنى أهداف الأبوين وتعمل على تحقيقها من خلال غمرة اهتمامها بطفلهما، وحرصها على مصلحته وتربيته، فمهمة الوالد ين شاقة في هذه الأيام ومعقدة، وتتطلب الكثير، مما يجعل المعلمة تشعر بثقل مهمتهما وخطورتها، كما يجعل الوالدين يقدران هذا الشعور والفهم، مما يشجعهما على معالجة مشاكلهما بكل جرأة، ودون خوف من أن يُتهما بالعجز، أو يُلاما على التقصير، وهذا الفهم المشترك له أثره الفعال في إرساء قواعد متينة لإقامة علاقة طيبة بين كل من الآباء والمعلمات، وأخيرا فإن اتصالها الدائم بأسرة الطفل وإقامة علاقات صداقة معهم يؤدى إلى تحقيق الأهداف التربوية المرجوة من رياض الأطفال.
الخصائص العقلية:
إن معلمة الرياض ركيزة أساسية من ركائز تحقيق الروضة لأهدافها، فالمعلمة هي القدوة والمثل الأعلى. فإن حَسُن اختيارها استطاعت أن تغرس في الطفل العادات الطيبة والاتجاهات البناءة، وأن تُكسبه الخصال الكريمة والسلوك القويم، وبذلك يتوقف نجاح الروضة في تأدية رسالتها على حُسن اختيار العاملات بها من معلمات.
لأن المعلمة هي المايسترو الذي يقود العملية التربوية داخل الروضة ويوجه الطفل ويقدم له المثيرات البيئية أو الوسائل التربوية المعينة لتحفيز طاقاته واستثارة قدراته ومساعدته على النمو المتكامل السوي، فإنها يجب أن تتميز بمجموعة من الخصائص والسمات العقلية، نذكر منها:
1- أن تكون على قدر من الذكاء يساعدها على التصرف الحكيم وحل المشكلات التي تصادفها في المواقف التعليمية المختلفة ويتضمن ذلك الفهم وإدراك الحقائق والعلاقات بين الأشياء والأفكار وتطبيق المعلومات النظرية على مشكلات الحياة الواقعية ثم تحليل المواقف وعناصر القضايا والمشكلات، وتصل بالطفل أخيراً إلى مرحلة التركيب أي جمع العناصر والأجزاء المؤلفة لموقف ما في بناء كلى مؤتلف. كما يُتوقع من معلمة رياض الأطفال أن تكون سريعة البديهة، حسنة التصرف في المواقف المفاجئة.
2- أن تتميز بدقة في الملاحظة تمكنها من ملاحظة أطفالها وتقييم تقدمهم اليومي واستغلال كل فرصة لمساعدتهم على النمو بشكل شامل ومتكامل. فالملاحظة وسيلة جيدة للتعرف على المناخ التربوي العام، وأهم أداة للتوصل إلى استراتيجيات تعليمية تتفق واحتياجات الأطفال وأنماط التعليم لديهم.
3- أن تكون لديها القدرة والقابلية لإدراك المفاهيم الأساسية في العلوم والرياضيات واللغة والفنون والآداب إلى جانب نظريات علم النفس والتربية وعلم الاجتماع وغيرها من مجالات الدراسة التي يتضمنها برنامج التكوين التربوي. إذ أن روضة الأطفال تحتاج إلى معلمة ذات خلفية ثقافية عامة أكثر من حاجتها إلى معلمة متخصصة في مادة دراسية .
4- أن تكون قادرة على الابتكار والتجديد المستمرين في الجو التعليمي والمناخ التربوي وفي طبيعة الأنشطة ونوعية الوسائل التعليمية التي توفرها للأطفال لتشجيعهم على التعلم الذاتي ومتابعة الاهتمام بموضوعات الخبرة التعليمية.
5- أن تكون ذات غزارة في العلم وسعة في الإطلاع في تخصصها وما يدور حوله من نشاطات، ولا تكتفي بما تعلمته في زمن سابق، بل عليها أن تداوم على قراءة كل ما هو جديد، وما يدعمها في مهنتها من طرق التدريس وعلم النفس والنظريات التربوية وما استجد فيهم من أبحاث، فالأطفال يقبلون على المعلمة التي تتحفهم كل يوم بجديد.
6- الوعي: بمعنى أن يكون للمعلمة رؤية شاملة ومعرفة بدينها وأهداف رسالتها في الحياة، ووعى بعصرها ومشكلات مجتمعها، ودورها في مواجهة تلك المشكلات.
7- أن تكون المعلمة فعالة في تعليم الصغار تحتاج إلى أكثر من المعرفة بجسم الإنسان أو المهارات اللازمة له، حيث يجب أن تكون عندها القدرة على الانتباه والوعي لحاجات الأطفال وطبيعتهم.
8- أن تتمتع المعلمة بالحدس، وهو ذلك النوع من التفكير الذي لا يستند إلى مقدمات منطقية وقد اكتسب الآن مصداقية حتى بين علماء التربية، فالمعلمة المتزنة الناضجة تعرف كيف تكون مع الطفل بكل كيانها وبعد ذلك يمكن أن تدافع عن سلوكياتها بالمنطق، وقد قال أينشتين: "إن الخيال أكثر أهمية من المعرفة"، والخيال يصاحب الحدس.
9- أن تتميز المعلمة بالقدرة التخيلية التي تعينها على تأليف القصص البسيطة والإطلاع عليها لأنها من أهم مقومات نجاح المعلمة ولحب الأطفال للقصص.
10- أن تكون ماهرة في تنظيم أوقات الفراغ، ولديها حاسة جمالية عالية، تُدخل الدفء وتُضفي على المكان جاذبية وبالتالي تؤثر في سلوك الأطفال تأثيراً جيداً.
11- أن تمتلك مهارة عالية في اكتشاف المواهب والموهوبين، والتعرف على الطاقات والإمكانات لدى الأطفال بغرض تنميتها واستثمارها بما يحقق الخير والنفع لهم.
الخصائص الاجتماعية:
إن شخصية الفرد تنمو وتتعدل تبعاً للمؤثرات البيئية المحيطة به والعوامل والمحددات التي تلعب دوراً واضحاً وملموساً، وتكاد تشترك في هذا البناء النفسي والاجتماعي والجسمي جميع محددات شخصية الفرد من عوامل وظروف مرتبطة بنموه نمواً سليماً من ناحية الجسم، ونمواً سليماً من ناحية العقل والنفس، وأخيراً نمواً سليماً من ناحية تكيفه مع المجتمع.
ولما كانت العملية التربوية داخل رياض الأطفال هي ذاتها عملية تنشئة اجتماعية، فإن السمات والخصائص الاجتماعية لدى المعلمة تعد دلالة على قابليتها واستعدادها لممارسة الأنشطة التربوية المناسبة مع طبيعة العملية التربوية داخل رياض الأطفال لتحقيق الأبعاد التربوية للتنشئة الاجتماعية. ومن هذه الخصائص الاجتماعية التي يجب أن تتحلى بها المعلمة:
1- وعى المعلمة بأنها حلقة الوصل بين الطفل والمجتمع، وقيامها بهذا الدور بحيث تقوم بالعمل على إغناء وتثقيف المجتمع المحلى من خلال رياض الأطفال.
2- القيام بتطوير الخدمات التربوية التي تقدمها الروضة لتصل إلى الأسر في بيوتها.
3- القيام بتوظيف الإمكانات البشرية في بيئة الطفل من أجل إثراء العملية التربوية في جانب الطفل، والمجتمع.
4- الفعالية الاجتماعية: حيث تسعى المعلمة في مصلحة الآخرين، وتشعر بالمسؤولية نحوهم، لذلك فعلى معلمة الروضة أن تشارك في حياة الناس وأن تسعى في قضاء حوائجهم، وأن تشارك أطفالها في بعض أكلهم، وشربهم، وسمرهم.
5- الشعور بالمسؤولية: فمسؤولية المعلمة أشد من مسؤولية الطبيب، فالمعلمة لا تكتفي بالاهتمام بصحة الطفل، ولا تكتفي بتعليمه المهارات أو المعارف، ولكن عملها الأكبر أن تعلم الطفل كيف ينتفع بمهاراته، وكيف يواجه مشكلات حياته، هذه المسئولية تزيد المعلمة شرفاً، وتجعل لوظيفتها مكانة راقية في المجتمع.
6- أن تكون قادرة على إقامة علاقات إنسانية مع الأطفال والزميلات وأولياء الأمور، وغيرهم من الأشخاص الذين يستدعى العمل الاتصال بهم من أجل توفير كل ما أمكن من مصادر تعلم للأطفال.
7- أن تفهم المعلمة أنها غير مكتفية ذاتياً وإنما تحتاج إلى دعم فريق العمل بالروضة لنجاح إدارتها للفصل، حيث تعتبر وظيفة القيادة الأساسية هي التأكد من أن هناك فرصاً متاحة ومنظمة لمناقشة فريق العمل سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، وهذه المناقشات الودية لها ثلاثة وظائف:
a. تبصر المعلمة باتجاهات ودرجة فهم أعضاء الفريق، أي تبصرها بمستوى تطور الفريق.
b. تدعم وجود اتجاه مشترك بين كل أعضاء الفريق.
c. تعطى جميع أعضاء الفريق الفرصة لأن يعبروا عن آرائهم ويشاركوا في عملية صنع القرار بالروضة.
8- الإلمام بواقع الحياة الاجتماعية في البيئة التي تعمل بها، وما يدور فيها من أنشطة اجتماعية، وما يسودها من عادات وتقاليد وأعراف اجتماعية، بما يساعدها على تغيير ما هو غير مرغوب فيه.
9- أن تكون قادرة على استيعاب عادات هذا المجتمع ومتقبلة لها، ومتوافقة معها، حتى تستطيع تنمية العادات الصالحة منها للأطفال، وأن تنقل ثقافة المجتمع وتراثه لهم.
10- أن تكون قادرة على تهيئة مجموعة من المواقف التربوية والاجتماعية للأطفال لإكسابهم من خلالها مجموعة من الخبرات الاجتماعية السليمة واللازمة لنموهم وتكيفهم الاجتماعى.
11- أن تكون على قدر من النضج الاجتماعى، يؤهلها لأن تكون قدوة للأطفال في كل تصرفاتها.
12- أن يكون لديها القدرة على تقبل الأطفال ذوى الخلفيات الثقافية والاجتماعية المختلفة وتقدير عملية التمايز بين الأطفال والإيمان بأحقية كل طفل في أن يكون مختلفاً مع أقرانه.
الخصائص الخُلقية:
يقول "جون لوك": "إن أساس الفضيلة أن يقدر الفرد على منع نفسه كثيراً مما تـميل إليه وترغب فيه إذا لم يكن العقل رائدها في هذه الميول والرغبات، أما عن طريق الحصول على هذه القدرة فإنما يكون بالتعود منذ الصغر..." ولما كانت الأخلاق الفاضلة قانوناً سماوياً يحكم سلوك الصالحين من البشر الذين اختاروا الصراط المستقيم فإن العناصر التي تكون في مجموعها الأخلاق الفاضلة لا تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة بل هي من الثوابت التي تحكم التعاملات والمعاملات السليمة بين الناس في جميع المهن بين مختلف الفئات والطبقات وبين شتى الجماعات والمجتمعات.
وللمعلمة في الروضة تأثيراً بالغاً في شخصية الطفل قد يكون أكبر من تأثير المقربين للطفل، حتى أبويه، فالأطفال يتأثرون كثيراً وهم في مثل هذه السن بمظهرها، وشكلها، وحركتها، ومكانتها، وإشاراتها، وإيماءاتها، وألفاظها التي تصدر عنها، وسلوكياتها وأخلاقياتها التي تبدو منها، والطفل أسرع في التقاط كل هذا والتأثر به، ورغم اختلاطه بأقرانه من الأطفال وأهله إلا أن تأثير المعلمة يبقى أعمق وأشد من تأثير الآخرين، فهي التي تطبعهم على عاداتها وتبث فيهم آداب السلوك، مما يترتب عليه نشوء الأطفال وهم يحملون في أنفسهم ما طُبِعوا عليه من آراء في طفولتهم مما يصعب التحول عنه فيما بعد.
ولكى تقوم المعلمة بدورها لا بد أن تتوافر لها مجموعة من الخصائص والسمات الخلقية، نذكر منها ما يلي:
1- أن تحترم أخلاقيات المهنة وتلتزم بقواعدها وتعتز بالإنتماء إليها، وأن تكون مقتنعة تماماً بعملها كمعلمة في رياض الأطفال.
2- أن تعمل على تقوية الروح الإنسانية في نفوس الأطفال وتسعى إلى تنشئتهم في ظل تعاليم الحياة الإجتماعية المبنية على العدل والمساواة.
3- أن تجعل من نفسها قدوة حسنة حيث أن المعلمات - شئن أم أبين - قدوة للأطفال في العاطفة والتفكير والسلوك، فوجود قدوة وتقليدها ومحاولة التفكير والشعور كالأشخاص الذين يحبهم الطفل وعلى صلة وثيقة بهم جزء أساسي من تعلمه كما أن المعلمة تجسد القيم والسلوكيات التي تتأصل في الطفل طيلة حياته مثلما تشبع حاجاته وتشعره بالحب وتؤثر فيه بحنانها الفطري وأمانتها الشديدة واهتمامها الكبير بحياته وتعلمه.
4- الأمانة: إن المعلمة مؤتمنه على أطفالها وأسرار بيوتهم فلا تفشيها لأحد مهما كانت الدوافع لذلك، فتربية الطفل وتنشئته بصورة سوية أمانة كبرى يتعهد بها أولو الأمر أمام الله وأمام الناس، فيجب القيام بها على خير وجه. وأي تقصير في هذه المسؤولية يعتبر خيانة للأمانة وتضييعاً لها.
5- التواضع: فهي صفة أساسية لأي عالم ومتعلم يحرص على النجاح، والمعلمة المتواضعة هي التي تنصف غيرها من نفسها، ولا تتطاول على الآخرين بالباطل، ولا تحتقر زميلاتها حيث أن تواضع المعلمة يجذب إليها قلوب الأطفال ويقبلون على التعلم منها بسرور. ومن تواضع المعلمة أيضاً أن تلتزم بلوائح الروضة التي تعمل فيها، وتحدث فيها جواً من الألفة والاحترام المتبادل، أما إذا تعاظمت كل معلمة واغترت بنفسها فإن ذلك يؤدى إلى النزاع، وفشل الروضة في تحقيق أهدافها.
6- العزة: إنها تعنى شعور المعلمة بأنها متحررة من أي قيود، وأنها لن تنحني أمام عاصفة طاغية أو حدث جلل، أو مصلحة ذاتية. فعلى المعلمة ِأن تشعر بأن مكانتها عالية جداً، وإن كان راتبها قليلاً، ولا تحزن عندما ترى استهانة الكثيرين بمكانة المعلم بوجه عام، وبمكانة معلمة رياض الأطفال بوجه خاص.
7- الإخلاص: من الخصائص الخلقية الهامة أن تكون معلمة رياض الأطفال مخلصة في عملها، جادة فيه، أمينة صادقة في معاملتها مع الأطفال، متحملة للمسئولية لا تتهرب منها، لديها الشجاعة لأن تعترف بالخطأ إن وقع.
8- الالتزام بمحاسن الأخلاق: فهي التي تقوى علاقات المعلمة بأطفالها وزميلاتها ورؤسائها. ومن الأخلاق التي يجب على المعلمة أن تتخلص منها: الكبر والرياء، وحب السمعة، والطمع، والمداهنة، والغيبة والنميمة، واحتقار الآخرين من زملاء أو أطفال.
الخصائص المهنية:
يمكن تحديد مجموعة الخصائص المهنية اللازمة لمعلمة رياض الأطفال فيما يلي:
1- تحديد الأهداف: فلا يجوز للمعلمة أن تضع هدفاً واحداً لجميع الأطفال، ولا أن تجمعهم في عمل واحد، حتى لا تجعل المتفوقين ينتظرون باقي الأطفال في نشاط ما، بل عليها أن تعرف الحاجات الخاصة بكل طفل ومدى قدرته، وبالتالي تأكيد نجاح الجميع كل فيما يستطيعه، مع تنمية الاهتمامات الخاصة، والتشجيع على الابتكار .
2- التدرج: أي الانتقال في النشاطات التعليمية خطوة خطوة، والتدرج ثلاثة أنواع:
a. تدرج في كم المعلومات التي تقدمها للأطفال.
b. تدرج في الكيف: فتبدأ المعلمة بالبسيط قبل المعقد، والعلمي قبل النظري، والحسي قبل المجرد.
c. تدرج في طرق التدريس: من التمهيد إلى التقديم إلى عرض الموضوع فكرة بعد فكرة إلى التطبيق إلى التقويم.
3- مراعاة الفروق الفردية في تحديد الأساليب والوسائل: حتى لا تعطى نفس العمل لكل طفل، وتستخدم من الوسائل التعليمية ما يناسب كل موضوع، وبالتالي تظهر إيجابية كل طفل ونشاطه وحيويته، فمراعاة ما بين الأطفال من فروق فردية أمر هام، فقد يزيد العمر العقلي لطفل ما بمقدار شهور عن زميله الذي معه في نفس الصف والذي يتفق معه في العمر الزمني، هذا بالإضافة إلى أن الأطفال يتعلمون بأساليب متنوعة، فأحدهم يتعلم بواسطة الإستماع أكثر، وآخر يتعلم بواسطة الأسئلة والاستفسارات أكثر، وثالث يتعلم بواسطة التجربة الحسية أو الحركية أكثر، وهكذا. وفي فترة اللقاء الأخير (نهاية اليوم) تراجع المعلمة مع الأطفال المفاهيم الأساسية التي تناولتها طوال اليوم بأسلوب ترفيهي سهل يتناسب مع كل طفل، فيقوم البعض بالإجابة عن الأسئلة حول الموضوع، ويقوم غيرهم بتمثيل ما استخلصوه حركياً وهكذا كل بحسب مقدرته وموهبته. والمعروف أن الأطفال يختلفون في أجسامهم، فمنهم الطويل ومنهم القصير، ومنهم القوى الإبصار، ومنهم الأقل إبصاراً، كما يختلفون في عقولهم فمنهم سريع الفهم والتحصيل، ومنهم متوسط التحصيل، ومنهم ضعيف التحصيل، وهكذا في باقي جوانب شخصياتهم. وهذه الظاهرة أمر طبيعي، لذلك يجب على المعلمة أن تحصى ما بين أطفالها من فروق في القدرات والصفات ليمكنها توجيه كل منهم التوجيه المناسب لقدراته.
4- أن تكون قادرة على تهيئة البيئة التربوية الملائمة لنمو الأطفال بمعنى أن تكون لديها القدرة على إعداد الأدوات والخامات والوسائل لتنفيذ البرنامج اليومي داخل القاعة وخارجها.
5- أن تكون قادرة على استخدام لغة بسيطة مع نطق سليم وتدعيم حديثها بالأمثلة والتشبيهات.
6- أن تكون مهتمة بالتربية العقلية للأطفال وتساعدهم على الفهم وإدراك العلاقات وحل المشكلات والابتكار في حدود قدراتهم العقلية.
7- أن يكون لديها القدرة على استغلال ما لدى الأطفال من إمكانات ومهارات في تنفيذ بعض جوانب البرنامج.
8- أن تستطيع الربط بين المفاهيم الجديدة للطفل والمفاهيم السابقة.
9- أن تتيح فرص التعلم الذاتي للأطفال بأن تترك لهم الفرصة لتصحيح أخطائهم بأنفسهم تحت إشرافها.
10- أن تعود الأطفال المحافظة على نظافة وترتيب المكان وما يستخدمونه من ألعاب وأدوات وخامات.
11- أن تراعى نظافة الأطفال وتدريبهم على عملية الإخراج بدون أن تلجأ إلى أي نوع من أنواع العقاب.
12- أن تراعى رغبتهم في حب الاستطلاع والمعرفة وذلك لإشباع نموهم العقلي.
13- أن تتصل بالطفل مباشرة لمساعدته على نموه اللغوي واكتساب حصيلة لغوية أثناء لعبه ونشاطه.
14- أن تعمل على تقليل تمركز الطفل حول الذات بممارسة الأنشطة التي تتطلب المشاركة والتعاون وهي أنشطة تعد بعناية لتحقيق مبادئ السلوك الخلقي الذي يجب أن يتحلى به الفرد نحو غيره من أفراد المجتمع.
15- أن تتمكن من المهارات اللازمة لفهم نوع النشاط الذي يمارسه الأطفال حتى يمكنها مساعدتهم كأن:
a. تكون ذات مهارة في صنع الأشياء الجميلة الجذابة من أشغال ورسم ولعب مبسطة.
b. تكون قادرة على سرد القصص المحببة للصغار بطريقة جذابة.
c. تكون قادرة على غناء الأناشيد المناسبة للأطفال وبصحبتهم.
d. تكون على دراية بأنواع اللعب التي أعدتها والتي ينبغي أن يمارسها الأطفال والتي تساعد على تكوين علاقاتهم الاجتماعية مع زملائهم.
16- أن تبتعد عن الطريقة التقليدية التي ترى بأن الروضة مكان لإلقاء المعلومات على الأطفال وأنها ليست نوعاً جديداً من دور التربية الحديثة التي تقوم على مواجهة مطالب النمو لأطفال الروضة.
17- أن يكون لديها المهارة في طرح الأسئلة، وحسن استخدامها وغير ذلك من طرق التدريس الملائمة، وهذا بالإضافة إلى قدرة المعلمة على صياغة الأهداف التربوية السلوكية وقدرتها على التقويم المناسب وغير ذلك.
18- القدرة على إثارة دافعية الأطفال وجذب انتباههم وذلك بربط الموضوعات بحاجاتهم ورغباتهم بتحريك دافع حب الاستطلاع والرغبة في النجاح وتجنب الفشل، واحترام الذات. هذا بالإضافة إلى إرضاء حاجاتهم إلى تحقيق الذات وتنمية القدرات وإشباع الحاجة إلى الجمال والترتيب والتنظيم واستخدام أسلوب المكافآت المادية والمعنوية والمناقشة بين الأطفال والقصة المثيرة وأساليب الثواب والعقاب وغيرها.
19- تقييم عمل كل طفل: فعلى المعلمة أن تقيم كل طفل على حدة من ناحية حاجاته واهتماماته ومكاسبه، ولا تعطى تقييماً واحداً لكل طفل، كما تحتفظ بسجل يبين تطور نمو كل طفل من أطفال الروضة.
20- أن تكون ذات مقدرة على إحداث التغييرات الملائمة في سلوك الأطفال، فالروضة هي المجال الأمثل لإحداث مثل هذا التغيير، وعلى قدرة المعلمة وكفاءتها يتوقف نجاح هذه العملية الأساسية في حياة الطفل.
من العرض السابق يتضح أن تحقيق أهداف رياض الأطفال يتوقف بالدرجة الأولى على معلمة رياض الأطفال فهي المفتاح الحقيقي لتربية أطفال ما قبل المدرسة، وهي المسؤولة عن تكوين شخصياتهم المتوافقة مع التراث ومع المجتمع، وهي المثل الأعلى للأطفال، كما يتضح أيضاً عظم رسالة معلمة رياض الأطفال.
ولا شك أن المعلمة التي يتم تكوينها تكوينا علمياً وتربوياً لأداء هذه المهمة الصعبة أقدر وأكفأ على أداء عملها وتحقيق الأهداف التربوية المطلوبة منها، ولكى تقوم المعلمة بدورها هذا لابد أن تتوافر لديها مجموعة الخصائص والسمات الجسمية والانفعالية والعقلية والاجتماعية والخلقية والمهنية سالفة الذكر.