طفلك الموهوب ..دور المعلم .. دور الاسره في الكشف عن الطفل الموهوب
السمات المعرفية للطفل الموهوب
من البحوث التي توجهت لدراسة السمات المعرفية لاطفال مرحلة الطفولة المبكرة المبدعين دراسة ( تيجانو ـ موران ـ سوبرز) حيث كشفت عن أهم السمات المعرفية التي تتميز تفكير أطفال تلك المرحلة وهي:
1ـ التخيل وهو مؤشر ايجابي للاستعداد الابداعي ومعناه انطلاق الافكار غير التقليدية بحرية دون تقييد أو تقييم ، فالاطفال الذين يشتركون في التخيل من المحتمل أن يكونوا مفكرين خياليين ، ونشاط التخيل بما فيه اللعب التخيلي يزيد من الذخيرة السلوكية للطفل وينمي التفكير الابداعي لديه.
2ـ التفكير التباعدي يقصد بالتفكير التباعدي الخروج بـافكار بارعة ومفاجئة أو اعطء بدائل لحل مشكلة أو التلاعب المعرفي ويتمثل على شكل دعابة وتضم الافكار مفاهيم القبول غير التقييمي والحلول المتعددة فعندما يتم تشجيع الاطفال عليها يخرجون العديد من الافكار الابداعية.
3ـ الايقاع المفاهيمي يقصد بالايقاع المفاهيمي الاسلوب المعرفي الذي يلجأ إليه لطفل عندما يطلب منه أداء مهمة معينة تتطلب تنظيم مايراه ومايدركه في ذاكراته بشكل يسهل عليه استدعاؤه وتوظيفه في معالجة المعلومات في الموقف الذي يوضع فيه ، إضافة إلى ذلك يتضمن هذا المفهوم سرعة الطفل في أداء هذه المعلومات المعرفية.
4ـ الفضول يقصد بالفضول المشاركة في المزيد من الاستكشاف الذي يؤدي إلى حل إبداعي للمشاكل ، وإن الفضول كالابداع من الصعب تعريفه وقياسه ويبدو أن هذين المفهومين متصلين معا فقد أثبتث الدراسات أن هناك علاقة بين الفضول والابداع عندما يقاس الابداع كتفكير أصيل أو طلاقة فكرية أو تخيل ووجد أن السلوكيات الاستكشافية عند الاطفال ترتبط بالطلاقة الفكرية لدى أطفال الروضة مع أن هذه العلاقة غير قوية عند أطفال المرحلة الابتدائية
وإن الاطفال الذين يميلون إلى المشاركة في المزيد من الاستكشاف هم أكثر فضولية ومن المحتمل أن يفرضوا أنواعا من الاسئلة في أوضع اللعب تؤدي إلى حل إبداعي للمشكلات.
أهم أساليب رعاية الطلاب الموهوبين
أهم أساليب رعاية الطلاب الموهوبين ما يلي
1- أسلوب المناقشة الحرة حيث يشترك المعلم في الحوار أو إشراك أحد الطلاب مع زملائه ويقوم المعلم بجذب الانتباه والحفاظ على سير المناقشة .
2- أسلوب التعلم عن طريق الاستكشاف (الاستقصاء) ويتركز في أهميه إعطاء الطالب فرصة التفكير المستقل واستخدام حواسه وقدراته في عملية التعلم.
3- أسلوب حل المشكلات والذي يتم من خلاله طرح سؤال محير أو موقف مربك من قبل المعلم لا يمكن اجابته عن طريق المعلومات أو المهارات الجاهزة لدى الشخص الذي يواجه هذا السؤال او الموقف مما يجعل الطالب يستنفر قدراته وصولا لحل المشكلات.
4- أسلوب فرق العمل ( التعلم التعاوني ) حيث يتم من خلاله اثراء الموضوع الرئيسي للدرس وتوزيع الطلاب في مجموعات متكافئة . وجعل الطلاب يقومون بعمليه ايجاد الحلول ومن ثم التوصل للحل الامثل.
5- أسلوب التعليم المبرمج الذي يتركز على المثير والاستجابة والايحاء ويكون مخططاً لخطواتة مسبقا. ويعتبر من افضل طرق التدريس للطلاب الموهوبين ، والذي يعتمد على سرعه الفهم ويختصر الزمن والمدى حيث تعتبر هذه الميزة إحدى سمات الموهوبين.
6- أسلوب التعلم بواسطة الحاسب الآلي كوسيلة جيدة لمحاكات الحواس ويمكن استخدامه كاسلوب لحل المشكلات ((-التعلم الذاتي – تحضير الدروس- البحوث العلميه- الاتصال)).
7- أسلوب التعليم المصغر حيث يكلف الطالب باداء مهارة يمكن ملاحظتها وتسجيلها على شريط فيديو (( مهارة الالقاء)) ومن ثم عرضها أمام عدد معين من زملائه في زمن محدد وباشراف المعلم حيث توفر طريقة التقويم الذاتي والتغذية الراجعة بالنسبه له وزملائه ومعلمه.
ويمكن تحقيق هذه الأساليب بالطرق الآتية
1- وضع الأهداف الملائمة للفروق الفردية يراعى فيها الطلاب الموهوبين0
2- بناء بيئة من الود والاحترام (شعور الطلاب الموهوبين بأنهم محل احترام معلميهم وزملائهم ، واعتقادهم أنهم موضع اهتمام الجميع )
3- محاولة تفهم الطلاب الموهوبين وطرق تفكيرهم وبيئاتهم ، وجعل اكتشافهم في المادة هدف يسعى إليه.
4- -استخدام أساليب تنظيمية صفية تسمح ببرامج خاصة متقدمة للموهوبين ومنها تقسيم الصف لمجموعات طلابية صغيرة ملائمة للبرامج الخاصة أو البرامج الفردية بالصف أو برنامج مجموعة المعلم والمجموعات أو الأفراد المستقلين
5- تكليف الموهوبين بمشاريع إضافية وذلك بالاستفادة من غرف مصادر التعلم بدلاً من حضور بعض الحصص .
6- التركيز على تعليم الطلاب الموهوبين الطرق المنهجية للبحث لتنظيم استنتاجاتهم وأفكارهم .
7- تنمية المستويات المعرفية العليا (التفسير ، المقارنة ، التركيب ، التقييم ، الشعور بالمشكلات ، توضيح المشكلات ، التعمق ، الافتراض ، البحث ، العلاقات، التذكر ، التفكير المتقارب ، التفكير المتباعد)
8- عدم انتقاد الأفكار أو المشاركات التي يطرحها الطلاب ومحاول تقبلها بإعادتها أو إعادة صياغتها أو اقتراح تعديلات عليها 0
9- ممارسة التقويم للأفكار وعدم التركيز على التفصيلات غير الأساسية مع تجنب إحباط الطلاب بسبب التقويم غير المنصف لهم.
10- تصميم برنامجا اثرائيا فرديا خاص داخل وخارج الصف للطالب الموهوب 0
11- الاستعانة ببعض المتخصصين في تدريس بعض المواضيع وفتح باب الحوار والمناقشة معهم
12- تقديم حصص اختيارية تحوي برنامجاً مكثفاً من محتويات إضافية وأنشطة متنوعة للطلاب
13- الاستفادة من برامج التلمذة الفردية للطلاب الموهوبين .
14- توفير مراجع للقراءات الإضافية في موضوع الدرس والإعلان عنها في نهاية الحصة
دور المعلم في الكشف عن الموهوبين
يستطيع المعلم المدرب الكشف النسبي عن القدرات الإبداعية والقيادية والقدرة على التعلم لدى الموهوب من خلال :
1- من خلال إنتاجية الطالب
2- من خلال درجاته
3- مراقبة ومعرفة سلوك الطالب
4- أنشطة الطالب
5- رأي الأهل والزملاء
6- مقابلات فردية مع الطالب
فالإبداع ليس سمة محصورة في القلة من الناس ، لكنه قدرة كامنة لدى معظم الناس ، يمكن رعايتها وتطبيقها إذا ما توفر لها الظروف المواتية في البيت والمدرسة والمواقف الحياتية في المجتمع .
فالمعلم الذي يشجع على الاكتشاف ، ويوفر الفرص للتفكير المتشعب يتيح فرصاً مواتية للإبداع وهناك العديد من الإيجابيات لدور المعلم منها:
أ- بدايات الابتكار تبدأ على مقاعد الدراسة
ب- المعلم الواعي قد ينير أذهان الطلبة ، ويحسن التقاط المواهب ومن ثم صقلها .
ت- لا يقتصر التوجيه على الصغار بل يشمل حتى المرحلة الثانوية .
ث- يعتبر المدرس هو المفتاح الحقيقي للتعليم ، والعامل الرئيسي في تحريك اهتمام
الطلاب لمواد العلوم المختلفة .
دور المعلم في رعاية الموهوب
إذا كان للأرض كنوزها وذهبها بأحمره واصفره ، وإذا كان للبحر درره ولؤلؤه ، وإذا كان للسماء نجومها فأن للبشرية أبنائها الموهوبين والمبدعين الذين يعتبرون ثروة الأمة الحقيقية التي ما بعدها ثروة والأمم بكافة ألوانها ولغاتها مدينة لهؤلاء سواء كانوا أحياء أو أموات ، فلا حضارة ولا تقدم ولا رقي بدون إنجازاتهم وإبداعاتهم فهم الاستثمار الحقيقي للأمة ورأس مالها فلا البترول ولا الذهب الأسود يعادل قيمتهم وبدونهم فأنة لن يكون بمقدورنا استخدامه ، والحياة اليوم مقارنة بحياة الأمس حياة سهلة رغده واعدة بينما كانت بلامس شاقة صعبة .
أن الموهبة والإبداع سر من أسرار الموهوبين الذين تفجرت طاقاتهم وقدراتهم وقرائحهم حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من حضارة .
وأذ أضع هذه الحلقه وهذا المجهود المتواضع جداً بين أيدي زملائي و أخواني المعلمين المهتمين بالكشف عن الموهوبين ورعايتهم للاستفادة منها في البرامج الاثرائية ، واشكر الله سبحانه وتعالى فهو الخالق وهو مصدر الإبداع وهو معلمنا وملهمنا فشكراٌ لله الذي وهبنا العقل ودعانا إلى التدبر في مخلوقاته وميزنا وفضلنا على كثير مما خلق واصلي واسلم على هادي البشرية جمعاء نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله واصحابة ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين .
دور الأسرة في تكوين الأجيال ورعاية الموهوبين
إن التربية بمفهومها الشامل تعنى بتربية الإنسان تربية متكاملة في أخلاقه وجسمه وسلوكه وروحه وضميره، والأسرة هي المؤسسة الأولى الاجتماعية والتربوية التي تستقبل الطفل وتحتضنه وتعمل على تنشئته ونموه، ولكل من الأب والأم دوره الذي يؤديه في هذه الحياة، وكلما نال كل منهما نصيبه الذي يؤهله للقيام بهذا الواجب تحققت لهما الحياة الهانئة السعيدة. لذا فإن إعداد المرأة إعدادًا طيبًا يؤهلها بواجبها تجاه أسرتها على أكمل وجه... ولقد قيل:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيب الأعراق
فلا بد من تنشئتها تنشئة سليمة حتى تصبح زوجة صالحة وأمًا رؤومًا تدرك العناية بشؤون بيتها وتحسن تربية أبنائها تربية إسلامية كريمة.
ولقد نظم الإسلام الحياة الزوجية والأسرة ووضع لها ضوابط وحدودًا ووزع أعباء المسؤولية بين الرجل والمرأة بحيث يكمل أحدهما الآخر... والأسرة بطبيعة الحال مسؤولة عن تربية أبنائها تربية قويمة متكاملة، ولقد قال الشاعر العربي:
عود بنيك على الآداب في الصغر
كيما تقر بهم عيناك في الكبر
إن الأسرة هي أساس المجتمع وهي قلبه النابض فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع وعاش أفراده حياة كريمة منتجة وفاعلة.
ولقد اهتم الإسلام اهتمامًا عظيمًا ببناء الأسرة المسلمة وحمايتها، ويتجلى ذلك في الاهتمام والرعاية بثمرة الحياة الزوجية في قول الله تعالى: {يوصيكم الله في أولادكم}. ومن حق الأبناء على آبائهم أن يحسنوا تربيتهم واختيار أسمائهم وتربيتهم على الفضائل والآداب ومكارم الأخلاق ومراعاة العدل بين الأولاد والتنشئة الكريمة قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه
فدور الأسرة كبير في تكوين الأجيال لكونها الدعامة القوية التي يرتكز عليها بناء البيت المسلم، وأن تكون قدوة صالحة وأسوة فاضلة ومثلاً كريمًا في حسن التعامل والأخلاق والتربية والسلوك، فهي قدوة للأبناء، ومتى انحرفت الأسرة وضعف الوازع الديني عندها فسوف ينحرف الأبناء، ولقد أوضح الشاعر العربي ذلك بقوله:
إني أرى أسوأ الآباء تربية
للابن أحرى بأن يدعى أعق أب
وإن واجب رب الأسرة أن يعرف واجباته التربوية والدينية، فيتعرف على أحوال أبنائه وميولهم، ومواضع القوة ومواطن الضعف فيهم، فيعمل على تقوية الضعيف، وتصحيح خطأ المنحرف، وتهذيب من يحتاج إلى التهذيب، وتشجيع من يستحق التشجيع، ويحسن الصلة والتعاون وغرس العادات الحسنة في نفوسهم، وألا يكون في عزلة عنهم، وأن يبث في نفوسهم أحسن العادات من الجد والمثابرة على الدراسة والعمل وأداء الواجب وضبط النفس، وإجلال الآباء والأمهات والأقارب والمعلمين، مع الحرص على الاستقامة. فالتعاون بين الأسرة والمدرسة يمكن أن يربي أبناء صالحين وأعضاء عاملين في المجتمع يفخر بهم آباؤهم ووطنهم، والاهتمام بذوي المواهب وتطوير قدراتهم.
فالتعاون بين الأسرة والمدرسة يتعرف كل منهما على ما يعترض الأبناء من صعوبات في تربيتهم، ومتى تعاون الجميع كانت النتائج حميدة ومحققة للغايات المنشودة.
إن وعي الأسرة بمسؤولياتها يؤدي إلى ترقية الحياة الاجتماعية والخلقية والصحية والتعليمية والروحية في الأمة، وبتعاون الجميع ينهض المجتمع، ولقد قيل:
خير ما ورث الرجال بينهم
أدب صالح وحسن ثناء
وفي الختام ننشد قول الشاعر الآخر:
نعم الإله على العباد كثيرة
وأجلّهن نجابة الأولاد
حقق الله الآمال في تحقيق تربية الأبناء تربية صالحة تعدهم للحياة التي تنتظرهم ويكونون أعضاء عاملين نافعين، في الحياة وفق منهج التربية الإسلامية الرشيدة، وتفعيل الأفكار والرؤى السديدة وتطبيقها في الميدان لنجني منها أنفع الثمار وفق ما فيه خير الناشئة وازدهار التربية لإعداد الإنسان الصالح.